بسم الله الرحمن الرحيم
استيقظت في منتصف الليل كل شيء ساكن ضوء القمر الذي يختفي جزء منه خلف غيمة متشحة بالرمادي ظلام حولي لا ضوء إلا بعض الخيوط المتسربة من وراء تلك الغيمة تزرق الظلمة و تضفي مع الضباب المنتشر حولي جواً من الخوف المسيطر على المكان ,لا اين انا من اين جئت إلى هنا القبور تملأ المكان و رائحة اللحم المتعفن تقطع الانفاس اشباح تطوف حولي بعضها لها اشكال الجثث المتآكلة و أخرى مقطعة الاوصال تسبح فوق الارض و تتحرك على غير هدى, اين انا اسأل نفسي من اين جئت و كيف احسست برعشة تتملك جسدي اريد ان اصرخ لكني لا استطيع و إذا الامور تزداد غموضاً و خوفاً إذ يقترب مني شبح و الاغلال تعيق حركته المتثاقلة بينما هو يشدها وراءه ! وقف امامي و سألني : ماذا يعل حي هنا أجبته و دون اي كلمة بحركة تنبأ عن عدم معرفتي سألته اين نحن و انا اتمنى ان يتوقف قلبي عن الخفقان و تبتلعني الارض من الخوف اجابني : في وادي ظلال الموت ي ارض اشباح الاناس المحرومين المظلومين الذين يعذبون و يقتلون كل الوقت دون سبب يذكر يخلقون و يموتون دون ان يسمع بهم احد ,أثر بي كلامه و أحسست بان شعوري يتحول من الخوف و القشعريرة إلى التأثر و التعجب سألته عن الاغلال التي يجرها : أخذوني من بيتي و من بين اولادي قالوا انني انتمي إلى أولائك مع انني لم اسمع بؤلائك من قبل ليس في بيتي تلفاز و لا راديو عذبوني حتى اعترفت بأنني من يريدون فجروني إلى زنزانة مظلمة رطبة رائحة العفن توح من كل شيء فيها و رائحة اموت تتعلق بجدرانها ربطوني بهذه السلاسل و علقوني بها بالسقف لكنهم نسوا امري و ها انا هنا لكن صدقني أفضل الموت على ان اكون ي المكان الذي كنت فيه , تعجبت لهذه القصة المحزنة المخيفة و الغريبة في نفس الوقت و كان الخوف قد ذهب مني تقريباً لكن تملكني الحقد على أولئك الوحوش آه علي بني البشر و كيف تحولوا إلى وحوش كاسر لا مشاعر فيها و لا احاسيس و بعد انا انتهى كلامه اخذ بعضه و استدار عائداً من حيث أتى كأن لم يحدث شيء و أخذ يطو في الضباب اللا متناهي قررت المسير و لم اسمع طول مشيتي إلا إلا الصرخات و الآهات رأيت كل انواع المعذبين رأيت كل انواع اليأس و الحزن الاسود الملتف على اعناقهم المتقرحة و فجأة فتحت عيني مازلت الغشاوة عليهما لكني ميزت اني في غرفتي كان مازال جهاز التحكم في يدي و قناة الاخبار تحصي اعداد القتلى و الجرحة و المصابين و المحكومين بالاعدام و في تلك اللحظة تذكرت كلمة الطيف "افضل ارض الموت على المكان الذي كنت فيه " و في الحقيقة وافقته على كلامه اغلقت جهاز التلفاز و أطفأت النور و غطيت في النوم على أمل ألا استيقظ مرة أخرى